﴿قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾؛ أي: ما جئناك بما تنكرنا لأجله وتخافه، بل جئناك بما يَسرُّك ويشفيك من أعدائك، وهو العذاب الذي تتوعَّدهم بنزوله، فيجادلونك فيه تكذيبًا لك، وقوله في سورة هود ﵇: ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠) قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ﴾ [هود: ٨٠ - ٨١] لا يمكن توفيقه لهذه المقاولة إلا بحمل قوله ﵇ هاهنا على تصوير الحال والتَّعبير عنها، وحمل ما نُقِلَ عنهم على نَقل مآل المعنى وحاصل الكلام.