للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تصديقٌ لإبليس فيما استثناه (١)، ولا يذهبْ عليك أنَّ خطابه بالتَّصديق فيما قاله لا يخلو عن نوعِ إجلالٍ له، فلا يناسب مقام الإهانة والإذلال.

﴿أَجْمَعِينَ﴾ تأكيد للضَّمير، أو حال والعامل فيها الموعد إن جعلته مصدرًا على تقدير مضاف، ومعنى الإضافة إن جعلته اسمَ مكان فإنَّه لا يعمل.

* * *

(٤٤) - ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾.

﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ﴾ بحسب طبقاتها، استئناف، أو خبر ثانٍ، ومَن قال: يدخلون فيها لكثرتهم، أو طبقات ينزلونها بحسب مراتبهم لم يصب في واحدٍ منهما، أما في الثَّاني فظاهر؛ لأنَّ الأبواب مداخل تلك الطَّبقات لأنفسها، وأمَّا في الأوَّل فلأنَّ مبناه على أن يكون التَّعدد في المداخل (٢) فقط، وليس كذلك، قال عليٌّ : إن الله تعالى وضع الجِنَان على العرض، ووضع دَرَكَات النِّيران بعضها فوق بعض، فأسفلها جهنَّم، وفوقها اللَّظى، وفوقها الحُطَمة، وفوقها سَقر، وفوقها الجحيم، وفوقها السَّعير، وفوقها الهاوية (٣).

ومَنْ وهَم عكس التَّرتيب فقد وهِم.

﴿لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ﴾: من الأتباع ﴿جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾ أُفرز له، فأعلاها للموحِّدين، والثَّانيةُ لليهود، والثالثة للنصارى - وروي أنَّ الثَّانية للنَّصارى والثالثةَ لليهود - والرَّابعة للصَّابئين، والخامسة للمجوس، والسَّادسة للمشركين، والسابعة للمنافقين، قال الله


(١) في (م): "استثنا".
(٢) في (ك) و (م): "المدخل".
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" (٥/ ٣٤٢).