للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

منه في الشَّرايين إلى سائر أعضاء البدن عبَّرَ عن إحيائه بنفخ الرُّوح، فإنَّ النَّفخ إنما هو إجراء الرِّيح (١) في تجويف جسم آخرٍ.

وإضافة الرُّوح إلى نفسه لأنّه مصدَر نه بلا واسطةٍ.

﴿فَقَعُوا لَهُ﴾: فاسقطوا له ﴿سَاجِدِينَ﴾: أمرٌ من وقَعَ يَقَعُ.

* * *

(٣٠) - ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾.

﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ﴾ تعلُّقه لأمرٍ منجَزٍ مذكورٍ في مواضع أُخر، وقد قرَّرناه في تفسير (سورة الأعراف)، لا لأمرٍ معلَّقٍ مذكورٍ هاهنا، فالفاء فصيحة (٢) للعطف على محذوفٍ، تقديره ظاهرٌ لمن وقف على الأمر التَّنجيزي.

﴿أَجْمَعُونَ﴾ أكَّدَ بتأكيدَيْن للمبالغة في التَّعميم ومنع التَّخصيص، هذا على قول سيبويه (٣).

وعن المبرِّد: أكَّد بالكُلِّ للإحاطة، وبـ (أجمعين) للدَّلالة على أنَّهم سجدوا دفعة واحدة.

وردَّه الزَّجَّاج بأنَّ (أجمعين) معرفة، فلا يكون حالًا (٤).


(١) في (ك): "إجزاء الروح".
(٢) في (م): "الفصيحة".
(٣) انظر: "الكتاب" (٢/ ٣٨٧).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ١٧٩). وجاء في هامش (م): "قيل: فيه إشارة إلى الرَّد على البيضاوي حيث قال بعد ما نقل عن المبرد: فيه نظر؛ إذ لو كان الأمر كذلك كان الثَّاني حالًا لا تأكيدًا. انتهى. أقول: مراد القاضي البيضاوي كان الثاني حالًا، إذ فيه تأسيس، والحال أنه لا يكون حالًا لأنَّه معرفة؛ يعني مراد الفاضل القاضي أنَّ اللَّازم نظر، والملزوم مثله. منه. =