للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَزَيَّنَّاهَا﴾ بالأشكال والهيئات البهيَّة ﴿لِلنَّاظِرِينَ﴾: المعتبرين المستدِلِّين بها على قدرة مبدِعها وتوحيد صانعها.

* * *

(١٧) - ﴿وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾.

﴿وَحَفِظْنَاهَا﴾ الضَّمير للسَّماء، وكذا في ﴿وَزَيَّنَّاهَا﴾؛ إذ لا وجه لتخصيص الزِّينة بالبروج.

﴿مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ﴾ فلا يقدر أن يصعد إليها، ويوسوسَ أهلها، ويتصرَّفَ في أمرها، ويطَّلع على أحوالها.

﴿رَجِيمٍ﴾: مرجوم بالنُّجوم؛ أي: مَرْميٍّ بها.

* * *

(١٨) - ﴿إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ﴾.

﴿إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ﴾ في محلِّ النَّصب على الاستثناء المتَّصل.

واستراق السَّمع: اختلاسُه سرًّا، شُبِّهَتِ الخطفة اليسيرة التي للشَّياطين من سكان السماوات لبعض الغيب بما بينهم من المناسبة في الجواهر - أو بالاستدلال من أوضاعها وحركاتها - بالسَّرقة في المسموعات.

وعن ابن عباس : كان الشياطين غيرَ محجوبين عن السماوات، فلمَّا بُعِثَ عيسى مُنِعوا من ثلاث سماوات، فلمَّا بُعِثَ محمَّدٌ مُنِعوا منها جميعًا بالشُّهب (١).


(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٤٨١)، و"زاد المسير" (٤/ ٣٨٩).