للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ﴾ (ما) مصدرية، و ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ متعلِّق بـ ﴿أَشْرَكْتُمُونِ﴾؛ أي: كفرت اليوم بإشراككم إيَّايَ بالله من قبل هذا اليوم في الدُّنيا، بمعنى: بَرِئْتُ منه واستنكرته، كقوله: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾.

أو موصولة و ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ متعلِّق بـ ﴿كَفَرْتُ﴾، و (ما) هذه كالتي في قوله: سبحانَ ما سَخَّرَكُنَّ لنا؛ أي: كفرْتُ بالذي أشركتُمونيه - وهو الله تعالى - بطاعتكم فيما دعوتُكم إليه من عبادتكم الأصنام وغيرها من قبل إشراكِكم، حيث أبيتُ السُّجود لآدم.

وأشركَ: منقولٌ مِنْ شركْتُ زيدًا؛ للتَّعدية إلى مفعول ثان.

﴿إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ تتمَّة كلامه، أو ابتداء (١) كلامٍ من الله تعالى، وفي حكاية قول إبليس في ذلك الوقت إيقاظ للسَّامعين، وتنبيه لهم على ما سيَؤول إليه أمرهم؛ ليحترِزوا اليومَ عن مكائده، ويتعوَّذوا الله تعالى من تسويلاته، ويُخلصوا فيتخلَّصوا (٢) عن تسليطه.

* * *

(٢٣) - ﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾.

﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾ متعلِّق بـ ﴿وَأُدْخِلَ﴾؛ أي: أدخلتْهم الملائكة الجنّةَ بإذن الله تعالى


(١) في (م): "أو مبتدأ".
(٢) "فيتخلصوا" سقط من (ف).