﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ﴾ خطيبًا في الأشقياء من الثَّقلَيْن ﴿لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ﴾: قُطع وفرغ منه، وهو الحساب، ودخل أهلُ الجنَّةِ الجنّةَ وأهلُّ النَّارِ النَّارَ.
﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ﴾ وعدًا حقًّا لا خُلف فيه، فوفَّى لكم وأنجزه، وهو البعث والجزاء.
﴿وَوَعَدْتُكُمْ﴾ وعدَ الباطل، وهو أنْ لا بدثَ ولا حسابَ، وإنْ كانا فالأصنام تشفع لكم.
﴿فَأَخْلَفْتُكُمْ﴾ جعل تبيُّنَ خلافَ ظاهر ما وعدهم إخلافًا، حُذف من الجملة الأولى ما أُثبت مقابِلُه في الجملة الثانية، ومن الثانية ما أُثبت مقابلُه (١) في الأولى، وهذا من لطائف الإيجاز، التي بها يرتقي الكلام إلى ذروة الإعجاز.
﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ﴾: من تسلُّط وقسر فأُلجئكم إلى الكفر والمعاصي.
(١) قوله: "في الجملة الثانية ومن الثانية ما أثبت مقابله" ليس في (م)