للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِلَيْهِ أَدْعُو﴾ لا إلى غيره ﴿وَإِلَيْهِ مَآبِ﴾: مرجعي للجزاء لا إلى غيره، فلا معنى لإنكاركم؛ لأن هذا هو القَدْرُ المتفق عليه بين الأنبياء كلِّهم، فأما ما عدا ذلك من التفاريع فمما يختلف بالأعصار والأمم، فلا معنى لإنكاركم المخالَفة فيه.

* * *

(٣٧) - ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾.

﴿وَكَذَلِكَ﴾؛ أي: مثلَ ذلك الإنزال المشتمِل على أصول الديانات المجمَع عليها ﴿أَنْزَلْنَاهُ﴾ أصل الكلام: أنزلناه هذا الإنزالَ الذي تشاهدونه مشتمِلًا على التوحيد والدعوة إليه، فأُوثر ذلك تفخيمًا، وجيء بالمثل زيادةً له، ولأمر ما أكثر في كتابه الكريم (١) من إيراد هذا الأسلوب.

﴿حُكْمًا﴾ يحكم في القضايا والوقائع بما تقتضيه الحكمة.

﴿عَرَبِيًّا﴾ مترجَمًا بلسان العرب ليسهُل لهم فهمه وحفظه، وانتصابه على الحال.

﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ﴾ التي يدعونك إليها من الأمور الموافِقة لدينهم وخصوصًا الصلاةُ إلى قِبلتهم بعد ما حوِّلْتَ عنها.

﴿بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾ بنسخ ذلك.

﴿مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾ يَنصرك ويمنع العقاب عنك، وهو حسم لأطماعهم، وتهييجٌ للمؤمنين على الثبات في الدِّين، واللام في (لئن) موطِّئةٌ للقسَم، و ﴿مَا لَكَ﴾ جوابُه (٢) سدَّ مسدَّ جواب الشرط.


(١) "الكريم" من (م).
(٢) في (م) و (ك): "جواب".