للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٩٩) - ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾.

﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ﴾ قيل: وجَّه يوسفُ إلى أبيه أموالًا ليتجهز إليه بمن معه، واستقبله يوسف والملِك وأهلُ مصر بأجمعهم، وكان أولاده الذين دخلوا معه مصر اثنين وسبعين رجلًا وامرأة (١).

﴿آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ﴾ ضم إليه أباه وخالته واعتنقهما (٢)، نزلها منزلة الأم كتنزيل العم منزلة الأب في قوله: ﴿وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾ [البقرة: ١٣٣] أو لأن يعقوب تزوجها بعد أمه، والرابَّة (٣) تدعى أمًا.

وقال الحسن وابن إسحاق: كانت أمه بالحياة (٤). وعلى هذا لا حاجة إلى التأويل.

﴿وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ﴾ والدخول الأول كان في موضعٍ خارج البلد، كأنه ضُرب لهم مضربٌ أو بيت حين استقبلهم في الطريق فدخلوا فيه.

﴿إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ من القحط وأصناف المكاره، والمشيئة متعلقة بالدخول المكيَّف بالأمن؛ لأن القصد إلى اتصافهم بالأمن في دخولهم.

* * *


(١) انظر: "الكشاف" (٢/ ٥٠٥).
(٢) "واعتنقهما" من (م).
(٣) الرابَّة: امرأة الأب، كما أن ولد زوجها يسمى بالنسبة إليها ربيبًا. انظر: "حاشية الشهاب" (٥/ ٢٠٧).
(٤) انظر: "تفسير الطبري" (١٣/ ٣٥٢)، و"النكت والعيون" (٣/ ٨٢)، و"زاد المسير" (٤/ ٢٨٨).