للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل في توجيهه: إنَّ الواو لا توجب التَّرتيب. ولا (١) يجدي؛ لأنَّ تقديمَ ما حقُّه التَّأخير لا يكون بسلامة الأمر (٢).

﴿وَعْدًا عَلَيْهِ﴾ مصدر مؤكِّد لما دلَّ عليه قوله: ﴿بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾.

﴿حَقًّا﴾ صفته ﴿فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ﴾ أي: أوحى به إلى أنبيائه ، وأثبته في كتبه.

﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ مبالغة في إنجاز الوعد، وتقريرٌ لكونه حقًّا.

﴿فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ﴾ فافرحوا به غاية الفرح؛ فإنَكم تبيعون فانيًا بباقٍ، وتأخذون ثمنًا من مشترٍ (٣) بمبيع هو (٤) ملكه وحقُّه.

خاطبهم على سبيل الالتفات؛ تشريفًا لهم.

واستبشر: فِعْل جاء فيه استَفْعَلَ بمعنى أفْعَلَ، وليس هذا من معنى الطلب في شيءٍ؛ كعَجِبَ واستَعْجَب (٥).

﴿وَذَلِكَ﴾ البيع ﴿هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾؛ لأنَّه الوصول إلى الحظِّ الأغبط من حَطِّ الذُّنوب ودخول الجنَّة بلا حساب.


= ألف. انظر: "التيسير" (ص: ٩٠).
(١) في (ف) و (م): "ولا هو" والمثبت من (ك)، وهو الصواب. انظر: "حاشية الشهاب على البيضاوي" (٤/ ٣٦٨)، و"روح المعاني" (١٠/ ٥٣٠).
(٢) كذا في النسخ، والذي في المصدرين السابقين: (بسلامة الأمير)، وهي كلمة استعملها الشهاب كثيرا في "حاشيته".
(٣) في النسخ: "مشترى"، والصواب المثبت.
(٤) في (ف) و (ك): "وهو".
(٥) "واستعجب" زيادة من (م) و (ك).