للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولم يُقرأ: ﴿وَتُزَكِّيهِمْ﴾ إلا بإثبات الياء. والتَّزكيةُ: مبالغةٌ في التَّطهير، وزيادةٌ فيه، أو (١) الإنماء والبركة في المال.

﴿بِهَا﴾؛ أي: بالصَّدقة ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾: واعطف عليهم وترحَّم بالدُّعاء والاستغفار لهم.

﴿إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾: تسكنُ إليها نفوسُهم، وتطمئنُّ قلوبُهم بأنَّ الله تعالى قَبِلَ توبتَهم. وجمعها لتعدُّد المدعوِّ لهم.

﴿وَاللَّهُ سَمِيعٌ﴾ يسمع اعترافهم بذنوبهم ﴿عَلِيمٌ﴾ بما في ضمائرهم من الغمِّ والنَّدم وصدق التَّوبة.

* * *

(١٠٤) - ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.

﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا﴾ الضمير إمَّا للمَتوب عليهم، والمراد: أنْ يُمكَّن في قلوبِهم قَبولُ توبتهم، والاعتداد بصدقاتهم، أو لغيرهم والمراد التَّحضيض عليهما.

﴿أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ﴾ إذا صحَّت، لا رسولُه ولا غيرُه.

﴿عَنْ عِبَادِهِ﴾ تعدية ﴿يَقْبَلُ﴾ بـ ﴿عَنْ﴾ لتضمُّنه معنى التَّجاوز.

﴿وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ﴾ إذا صدرَتْ عن خلوص النِّيَّة.

وأخذها مجاز عن قَبولها، وقَبولُها كناية عن إعطاء الثَّواب في مقابَلته، كما هو شأن الكريم.


(١) في (ف): "و".