للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ﴾ كالأَلْيَة وما في القوائم والجُنُوب والرَّأس والعيون والآذان والمخ.

﴿ذَلِكَ﴾ التَّحريمُ أو الجزاء ﴿جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ﴾ بسبب ظلمهم ﴿وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ فيما أخبرناهم.

* * *

(١٤٧) - ﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾.

﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ﴾ في ذلك ﴿فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ﴾؛ أي: لا تُعرِض عنهم، ولا تؤايسهم من (١) رحمتي، بل كن ثابتًا في مقام الدَّعوة على قَدَمَيِ الإبْشار والإنذار، وذلك أن ما ذُكِرَ كلمةٌ جامعة لهما؛ أما الإبشار فلِمَا فُهِمَ من العبارة المذكورة من أنه تعالى يقبل التَّوبةَ ويغسل الحَوْبَةَ، فإنْ رجعوا عن التَّكذيب إلى التَّصديق فلهم الفوز والنَّجاة، وأما الإنذار فلِمَا فُهِمَ من إشارتها إلى أنَّه تعالى لسَعة (٢) رحمته يمهل، ولمَّا كان في الإمهال مَظِنةُ الاندفاع (٣) تداركه بقوله:

﴿وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ﴾ حين ينزل ﴿عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ فلا تغترُّوا بإمهاله.

أو: فإن كذَّبوك في الإنذار وإيعاد العصاة، واعتلُّوا بأنَّ اللهَ واسعُ الرَّحمة فلا يؤاخذ بالبغي، فقل: ربكم ذو رحمة واسعة للمطيعين، وذو بأس شديد للمجرمين، فلا تَردُّ رحمتُه بأسَه عليهم، بل ربَّما أودعَ قهرَه في صورة لطفه استدراجًا، فلا تغترُّوا.


(١) في (ك): "تؤسهم عن"، وفي (م): "تؤيسهم عن".
(٢) في (ح) و (ف): "بسعة".
(٣) في (ح) و (ف): "الانتفاع".