ولذلك قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ما نُصِرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من موطن كما نُصِرَ يوم أحد": فلما أُنكِرَ عليه ذلك قال: "بيني وبين من أنكر؛ كتاب الله -عز وجل- إن الله يقول في يوم أحد:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}.
يقول ابن عباس: "والحسُّ القتل" (١).
وإنما دالت الدولة لَمَا عصوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفشلوا وتنازعوا في الأمر، وكان ما كان لحكمة يعلمها الله.
كيف يكون الذي أصاب المسلمين من غزوة أحد نصراً عظيماً؟
الجواب: إن النصر كان للمسلمين في أول المعركة لا يقل عن النصر ببدر، ولما أصاب المسلمين ما أصابهم بسبب المخالفة التي وقدت من بعض الرماة، علَّم الله -تبارك وتعالى- المسلمين، وجعلهم يأخذون من غزوة أحد الدروس والعظات والعبر والفوائد التالية:
أولاً: تبين للمسلمين خطر النفاق والمنافقين على الإِسلام والمسلمين،