للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بذلك هل هو ضرورة أم اكتساب؟ فقيل له العلم بذلك طريقة الاستدلال والاكتساب ويتهيأ لكل عاقل من كافر ومؤمن أن يعرف ذلك ويجب عليه أن يعرف وسبيله سهلة قريبة فمن نظر واستدل عرف، ومن لم يستدل لم يعرف، والدليل على أن ذلك قد كان، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قد تلى هذه السورة واحتج بذلك على العدة والولي، فعلمنا أنه أمر قد كان ووقع، فإن الحجة به قد قامت وظهرت وقهرت، لأنه لا يجوز أن يقصد عاقل إلى قوم يدعوهم إلى صدقه ونبوته ويحرص في إجابتهم إلى طاعته والانقياد ويريد منهم ذلك ثم يقول: من علامة نبوتي ودلائل رسالتي أن النجوم لم تكن تنقظ وأنها الان انتقضت، وهو يعلم أنهم يعلمون أن هذا أمر لا أصل له وأنه قد كذب في ما أدعى، وهذا الأمر لا يقع من عاقل كائنا من كان فكيف بمن يدعي النبوة، وعقله العقل الراجح الموصوف ثم يقصد إلى أمر ظاهر مكشوف في السماء البارزة للخلق أجمعين ... وفي تركهم ذلك دليل على صحة هذه المعجزة" «٤٦» ، على هذه الشاكلة استنطق القاضي عبد الجبار الايات القرآنية في إظهار ما تحويه من دلائل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم.

٣. الاستيعاب والهضم الكامل لاراء الملل والمذاهب الإسلامية، إذ بينت النصوص التي حواها هذا الكتاب مصداقية هذا الاستنتاج «٤٧» ، إذ حشد لهذا الأمر كل إمكانياته العقلية والنقلية لتبيان فساد وضعف ووهن آراء


(٤٦) تثبيت دلائل النبوة، ص ٦٤- ٦٦.
(٤٧) ينظر، المصدر نفسه، ص ٩١- ٢٧٥، ٤٠١، ٤٢٦- ٤٣٤، ٥٠٩- ٥١١، ٥٢٨- ٦٥٥.

<<  <   >  >>