للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمجمله دليلا على نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، وذلك بوجود الإعجاز فيه «٤٣» ، ولكن وجدت فيه أدلة ضمنية أخرى دلت على نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم إذ يقول القاضي عبد الجبار في تعليقه على سورة الكوثر*: " وذلك أن قريشا لما اعييتهم الحيل في أمر رسول الله كانوا يستروحون إلى أدنى غم ينالهم صلى الله عليه وآله وسلّم، فمات إبنه إبراهيم وهو أكبر ولده وبه كان يكنى ومات ابنه عبد الله فسرت قريش بذلك، وقال بعضهم لبعض فقد أبتر محمد، فأنزل الله عز وجل هذه الايات فانبترت ديانات قريش والعرب كلها وبطلت عن آخرها، ولم يبق على ذلك الدين عين تطرف، وتم أمره صلى الله عليه وآله وسلّم وسطع نوره وعلى وقهر وفي هذا غيوب كثيرة أخبر بها قبل أن تكون" «٤٤» ، وفي مكان آخر من هذا الكتاب يتحدث عن أعلام النبوة التي حصلت في أثناء مكثه صلى الله عليه وآله وسلّم في مكة، إذ يقول: " ومنها انقضاض الكواكب وامتلاء السماء منها من كل جانب على وجها انتقضت به العادة وخرج عن المتعاد، وهذه آية عظيمة وبينة جليلة وواضحة جسمية وقد نطق بها القرآن فقال حاكيا عن الجن وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً، وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً «٤٥» ، فإن قيل ومن أين لكم هذا أو قد سبقكم زمانه ونحن لا نؤمن بكتابكم ولا نقر بنبيكم وخبرونا عن طريق معرفتكم «٤٣» ينظر، ما كتبه القاضي عبد الجبار في كتابه هذا حول هذا الأمر، المصدر نفسه، ص ٤٠٠- ٥٠٩.


(*) سورة الكوثر، (إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وأنحر، إن شانئك هو الابتر) ، آية ١- ٣.
(٤٤) ينظر، تثبيت دلائل النبوة، ص ٣٨- ٤٠.
(٤٥) سورة الجن، آية ٨، ٩.

<<  <   >  >>