للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع العلم أن الفريابي لم يقتصر على ذكر الروايات التي اختصت بعرض المعاجز التي حصلت ضمن هذين المحورين، إذ أقحم في أحد مواضع كتابه هذا روايات تتضمن دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في الأشجار لتكون فيها البركة والخير والنماء «٢١» .

تدل هذه الميزة التي اتصف بها منحى الفريابي على رغبة جامحة تتمثل بإيجاد مجموع بسيط يضم جوانب محدودة من المعجزات الحسية للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من دون الإكثار منها والاستفاضة بإيراد جميع ما اثر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من معاجز حسية.

٢. تعدد طرق الروايات في الخبر الواحد، إذ نراه يورد أكثر من طريق لحادثة واحدة تضمنت ذكرا لمعجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وإن اختلفت هذه الطرق في ألفاظها ولكنها أعطت المعنى نفسه «٢٢» .

٣. عدم إبداء الاراء من قبل الفريابي في الروايات التي يوردها في كتابه هذا، إذ حشد فيه ما وصل إليه منها في هذا الجانب من دون تبيان مقدار صحة أو ضعف أو غريب هذه الروايات، التي قسمها المحدثون إلى أنواع عدة «٢٣» ، ولأجل ذلك ظهرت روايات عدة اتسمت بالغرابة وأتسم رواتها بالضعف «٢٤» .

أعطى البيهقي تعليلا لبروز هذه الحالة في مثل هذه المصنفات إذ يقول: " ومما يجب معرفته في هذا الباب أن تعلم أن الأخبار الخاصة المروية على ثلاثة أنواع


(٢١) ينظر، المصدر نفسه، ص ٥٤.
(٢٢) ينظر، المصدر نفسه، ص ٢- ٥، ٦- ٨، ١٤- ١٥، ١٧- ١٨، ١٩- ٢٢، ٣٠- ٣٦.
(٢٣) ينظر، النيسابوري، معرفة علوم الحديث، ص ٢٥- ٣٩، ٥٢- ١٠٣.
(٢٤) ينظر، دلائل النبوة، ص ١- ٨، ٥- ١٨، ٢٥- ٣٨، ٣٩- ٥٠.

<<  <   >  >>