للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرواية أو الحديث إذا تعددت طرقه قوي وصار صالحا للاحتجاج به إن كان ضعيفا أما إذا كان صحيحا فإنه يزداد قوة إذ ورد من طريق آخر «١٦٧» .

هذه هي المنهجة التي اتبعها البيهقي في إيراد الروايات الخاصة عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ودلائل النبوة والتي تعد طريقة فريدة من نوعها لأنها مثلت تلاقحا بين مناهج المؤرخين والمحدثين في الكتابة التاريخية بعامة والسيرة النبوية بخاصة.

٦. إيراد نصوص شعرية من قصائد وأراجيز لم توردها المصادر التي تقدمت عليه وقد بلغت هذه النصوص (١١٥) نصا شعريا «١٦٨» ، ولكن هذه النصوص كانت ناقصة ومبتورة وذلك لتأثير صبغة المحدث التي اصطبغ بها منحاه من إيراد الأشعار، لأن المحدثين كانوا حذرين جدا في إيراد الشعر، أو عدّه من المنمقات للروايات، إذ لم يعتمدوه دليلا على صحة الخبر المروي «١٦٩» .

عطف على الروايات التي أورد فيها نصا شعريا مبتورا بعبارة: (وذكر سائر الأبيات، أو إلى آخر القصيدة) «١٧٠» ، وهذا ما يبين أنه لم يكن مهتما بإيراد جميع أبيات القصائد التي يستشهد بها، ولكن هذا الأمر لم يكن منطبقا على كل


(١٦٧) السيوطي، تدريب الراوي، ص ٣٨٨.
(١٦٨) ينظر، دلائل النبوة ٣/ ٣١٦، ٣٢٨، ٣٢٩، ٣٣٠، ٣٤١، ٣٧٠، ٣٧٨، ٤٣٩، ٤٤٢، ٤/ ٢١٧، ٢١٥، ٢١٨، ٢٦٧، ٢٦٨.
(١٦٩) عن تحرج المحدثين والفقهاء في رواية الشعر ينظر الجبوري، يحيى، الإسلام والشعر، مطبعة النهضة بعداد ١٩٦٤، ص ٨- ١٧٣، أحمد، شعر السيرة، ص ٣٥- ٦٩.
(١٧٠) ينظر، دلائل النبوة، ٣/ ٣١٦، ٣٢٨- ٣٢٩، ٣٣٠، ٣٤١، ٣٧٠، ٣٨٧، ٤٣٩، ٤٤٢، ٤/ ٢١٥، ٢١٧، ٢١٨، ٢٦٧، ٢٦٧، ٥/ ١٢، ٤٨، ٢١١، ٣١٤- ٣١٥، ٤١٠.

<<  <   >  >>