للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصديقه ضرورة، وتشهد بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فلو لم تكن له معجزة غير سيرته صلى الله عليه وسلم لكفي" «١٣٨» ، ووافقه ابن كثير في هذا المنحى إذ قال" وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأقواله وأفعاله من آياته، أي من دلائل نبوته، ... يظهر بتدبر سيرته من حين ولد إلى أن مات" «١٣٩» .

بينت هذه النصوص آنفة الذكر مصداقية المنحى الذي سلكه البيهقي في عدّه سيرة الرسول دليلا من دلائل نبوته مقدما إياها مع معاجزه وخوارقه.

٢. استعمال النقد والتمحيص بين الروايات والأحاديث وإبداء الاراء فيها، وهذا ما أكده قوله: " وعادتي في كتبي المصنفة في الأصول والفروع الاقتصار من الأخبار على ما يصح منها دون ما لا يصح، أو التمييز بين ما يصح منها وما لا يصح ليكون الناظر فيها من أهل السنة على بصيرة مما يقع الاعتماد عليه، فلا يجد من زاغ قلبه من أهل البدع عن قبول الأخبار مغمزا فيما اعتمد عليه أهل السنة من الاثار" «١٤٠» .

استعمل في هذا النقد والتمحيص بين الروايات أساليب المحدثين في ذلك، وكان لانتهاجه هذا الأمر سبب تمثل بطلب أحد تلامذته منه معرفة ما أورده من روايات وأحاديث في هذا الكتاب من حيث صحتها والاحتجاج بموجبها، إذ يقول: " ويعلم أن كل حديث أوردته فيه قد أردفته بما يشير إلى صحته، أو


(١٣٨) الفصل في الملل والنحل، المطبعة الادبية، القاهرة، ١٣٢٠ هـ، ٢/ ٩٠.
(١٣٩) البداية والنهاية، ٦/ ٧٠.
(١٤٠) دلائل النبوة، ١/ ٤٧.

<<  <   >  >>