للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خبرا عاما موحدا من الروايات ثم يعقب بعد ذلك عليها في بعض الأحيان ... " «٤٧» .

من هذا كله نرى أن سيرة ابن إسحاق قد مثلت بوتقة انصهرت فيها كل النتاجات السابقة في كتابة وتدوين حوادث السيرة والتأريخ، لأن هذا الجهد المتكامل لا يأتي من فراغ بل هو نتاج حقبة تطورية في كتابة السيرة امتدت قرنا ونصف القرن من الزمان على وجه التقريب، حتى كانت هذه السيرة المعين لكل من يريد الكتابة والاطلاع على سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلّم.

٢. السيرة النبوية لعبد الملك بن هشام المعافري (ت ٢١٣ هـ) :

هو عبد الملك بن هشام بن أيوب المعافري الذهلي، نشأ في البصرة ثم نزل في مصر ومات بها وصف هذا الرجل بأنه كان أديبا اخباريا نسابة وإماما في اللغة والنحو والعربية «٤٨» .

أسهم هذا الرجل اسهاما بارزا في تنقيح وتهذيب السيرة التي كتبها محمد بن إسحاق، إذ وضح هذا الأمر بديباجته التي افتتح بها تهذيبه هذا والتي مفادها:

" هذا كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ... وأنا إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم ... إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل على هذه الجهة من الاختصار إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وتارك


(٤٧) الحكيم، محمد بن إسحاق، مجلة آداب المستنصرية، ص ٢٩٤.
(٤٨) ينظر، القفطي، علي بن يوسف، (ت ٦٤٦ هـ) ، إنباه الرواة على أنباء النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الكتب المصرية، ١٩٥٠، ٢/ ٢١١- ٢١٢، الحنبلي، عبد الحي بن العماد، (ت ١٠٨٩ هـ) ، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، دار المسيرة، بيروت، ط ٢، ١٩٧٩، ٢/ ٤٥.

<<  <   >  >>