للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يقتصر ابن إسحاق على إيراد أسماء المشاركين من أهل المدينة وقبائلهم بل أورد أيضا أسماء المشاركين من المشركين وحتى القتلى والأسرى منهم «٣٧» .

مع كل هذا الاهتمام من قبل ابن إسحاق في إيراد أنساب المشاركين في الحوادث وأسمائهم، انتاب هذا الأمر بعض الهفوات نبهنا لها ابن هشام عند تهذيبه للسيرة بالإشارة إلى مواطن هذه الإشارات والقيام بتصحيحها «٣٨» .

٥. الشمولية باستعراض الحديث التاريخي وربطه بالأحداث التي سبقته «٣٩» ، وهذا الأمر راجع إلى عدم إيمانه باجتزاء الأحداث وأخذها كمفردة مستقلة لا علاقة لها بما سبقها من حوادث كما فعل الذين سبقوه والذين استعرضنا سابقا اسهاماتهم في تدوين وكتابة السيرة النبوية «٤٠» .

أوضح الدوري السبب في إطلاق هذه الصفة على السيرة التي كتبها ابن إسحاق، لأنه قد عبر عن فكرة تأريخية لم يسبقه إليها أحد وهي كتابة تأريخ عالمي من المبتدأ والمغازي وتاريخ الخلفاء «٤١» ، ويضيف آخر حول اتصاف هذه السيرة بهذا الوصف قائلا: " إن طريقة عرض محمد بن إسحاق لمادته تعتبر أول بادرة في وضع الإسلام ومنشأه في نسق التأريخ العام فهو يرى أن ظهور الإسلام استمرار وتتمة للتأريخ المقدس اليهودي والنصراني من حيث كونه


(٣٧) ينظر، ابن هشام، السيرة، ١/ ٦٧٧، ٧٠٦، ٧٠٨، ٢/ ٣/ ١٢٢- ١٢٧، ١٢٩.
(٣٨) ينظر، السيرة، ١/ ٦٠، ٧١، ٧٥، ٧٧، ٨١، ٩١، ٩٥، ١٧٩، ٢١٨، ٢/ ٤، ٥٠، ٦٤.
(٣٩) الدوري، بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص ٢٨.
(٤٠) ينظر، ص ١٣- ٤٣ من هذه الدراسة.
(٤١) ينظر، بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص ٣٠.

<<  <   >  >>