للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخنق نفسه «١» .


(١) نثبت هنا ما جاء في الاناجيل حول ما عرضه القاضي من تسليم يهوذا للمسيح، والاشارة التي اعطاها لهم ليتعرفوا عليه، وما جرى بعد ذلك من اخذه الى هيرودس وبيلاطس، وما دار بين السيد المسيح وهؤلاء من حديث، ولا نريد ان نعلق على ما نورده وانما سنكتفي بوضع هذا كله امام القارىء ليقارن ويتدبر. ما ورد حول تسليم يهوذا للمسيح: «حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر (اصحاب المسيح) الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة وقال: ما تريدون ان تعطوني وأنا اسلمه اليكم، فجعلوا له ثلاثين من الفضة، ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه» . متى، الاصحاح ٢٦، الفقرات ١٤ و ١٥ و ١٦. «ثم ان يهوذا الاسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى الى رؤساء الكهنة ليسلمه اليهم، ولما سمعوا فرحوا ووعدوه ان يعطوه فضة» مرقس، الاصحاح ١٤ الفقرات ١٠ و ١١. ومثل ذلك في انجيل لوقا، الاصحاح ٢٢ فقرات ٣ و ٦٥: «وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع لأن يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه. فأخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم: من تطلبون؟ اجابوه: يسوع الناصري. قال لهم يسوع: انا هو، وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم. فلما قال لهم اني انا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض. فسألهم ايضا من تطلبون فقالوا: يسوع الناصري، فأجاب يسوع: قد قلت لكم اني انا هو فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون» يوحنا، ١٨: ١- ٨. وأورد انجيل لوقا حادثة القبض على المسيح على النحو التالي: «وبينما هو يتكلم اذا جمع والذي يدعى يهوذا واحد من الاثني عشر يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله فقال له يسوع: يا يهوذا بقبلة تسلم ابن الانسان. ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه كأنه على لص: خرجتم بسيوف وعصي. اذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا علي الايادي ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة» . لوقا، الاصحاح ٢٢: ٤٧- ٥٣. مع بيلاطس وهيرودوس: «فقام كل جمهورهم وجاؤا به الى بيلاطس. وابتدؤوا يشتكون عليه قائلين: انا وجدنا هذا يفسد الامة ويمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا انه هو مسيح ملك، فسأله بيلاطس: انت ملك اليهود؟ فأجابه وقال: انت تقول، فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: اني لا أجد علة في هذا الانسان، فكانوا يشددون قائلين: انه يهيج الشعب وهو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل الى هنا. فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سأل: هل الرجل جليلي؟ وحين علم انه من سلطنة هيرودوس ارسله الى هيرودوس اذ كان هو ايضا ملك الايام في اورشليم. وأما هيرودوس لما رأى يسوع فرح جدا لأنه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يرى آية تصنع منه وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء، ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد فاحتقره هيرودوس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس ... فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب-