للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: هَذَا غُلَامُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ الْعُزَّى أَبُو لَهَبٍ .. الحديث (١).

ولما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذًا -رضي الله عنه- إلى اليمن أوصاه بأن أول ما يدعو إليه التوحيد، وقد ورد ذلك بعدة ألفاظ، وكلها بمعنى واحد، وإنما تصرف الرواة في لفظها (٢):

١ - عن ابن عباس رضي الله عنهما يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ اليَمَنِ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ» (٣).

٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مُعَاذًا قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ


(١) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الوضوء، باب ذكر الدليل على أن الكعبين اللذين أمر المتوضئ بغسل الرجلين إليهما، العظمان الناتئان في جانبي القدم (١/ ١١٩) ح (١٥٩)، وابن حبان في صحيحه في باب كتب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ذكر مقاساة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ما كان يقاسي من قومه في إظهار الإسلام (١٤/ ٥١٧ - ٥١٨) ح (٦٥٦٢)، قال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان (١٤/ ٥١٩) ح (٦٥٦٢): "إسناده صحيح"، وقال الأعظمي محقق صحيح ابن خزيمة (١/ ١١٩) ح (١٥٩): "إسناده صحيح".
(٢) وقد أشار ابن حجر رحمه الله إلى احتمال ذلك. ينظر: فتح الباري (١٣/ ٣٥٤).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى (٩/ ١١٤) ح (٧٣٧١).

<<  <   >  >>