للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: التمكن العلمي المتين الرصين، ومن ثمراته المنهج العلمي المتسق الذي اتسم به هؤلاء الأئمة، وله ملامح من أبرزها:

١ - مهارة التأصيل في التعامل مع المقالات، والمذاهب، والردود، والنقد، والربط بالكتاب والسنة وأقوال السلف.

٢ - الاستقلال المعرفي ....

٣ - الاتزان في النقد.

٤ - الانفتاح على جميع معارف العصر، والأخذ منها وفق معايير دقيقة من أهمها سلامتها من مصادمة الشرع (١).

الثاني: الهمة العالية، وتتجلى معالمها في طلب العلم، وكثرة العبادة، والجهاد في سبيل الله، والدعوة إليه، وتمثل قيم الإسلام وأخلاقه واقعًا عمليًّا، وسيأتي مزيد بيان لهذا في الجانب التطبيقي من حياتهم.

الثالث: الاطلاع على العلوم المنتشرة في عصرهم التي يستعين بها أهل البدع والضلال لنشر باطلهم، مع هضمها بشكل كبير والقيام بغربلة دقيقة لها، ووضعها تحت مجهر الشرع وقبول النافع منها، ورد الضار وبيان عواره وتحذير الناس منه، مما أكسبهم قدرة كبيرة على النقد والحوار والمجادلة وهم على بينة من الأمر واضحة، مما يجعل الخصم يقر ويذعن إما ظاهرًا أو باطنًا.

الرابع: النظرة الثاقبة واستشراف المستقبل وفق معايير سليمة تستضيء بنور الوحي؛ مما يكسب هذه النظرة بعدًا إستراتجيًّا عميقًا وفراسة لا تكاد تخطئ.

الخامس: الصبر واليقين الذي أثمر العزيمة الصادقة التي لا تقف أمامها العوائق


(١) ينظر: منهج ابن تيمية المعرفي (٣٨ وما بعدها) د. عبد الله الدعجاني، من مطبوعات تكوين للدراسات والأبحاث، ط ١، ١٤٣٥ هـ.

<<  <   >  >>