القولين الأولين يكون الاسم إسلاميًا، وقيل: الإسلام لا يكون له هذا الاسم. قال الواحدي: وروى سلمة عن الفراء: أنه يقال هذا شهر رمضان، وهذا شهر ربيع، ولا يذكر الشهور مع أسماء سائر الشهورة العربية ويجمع رمضان رمضانات، هذا آخر كلام أهل اللغة، وقد اختلف العلماء في أنه هل يكره أن يقال رمضان من غير ذكر الشهر فذهب بعض المتقدمين إلى كراهته، قال أصحابنا: يكره أن يقال جاء رمضان من غير ذكر الشهر، وكذلك دخل رمضان وحضر رمضان وما أشبه ذلك مما لا قرينة فيه تدل على أن المراد الشهر، فإن ذكر معه قرينة تدل على أنه الشهر كقولك صمت رمضان وجاء رمضان الشهر المبارك وما أشبه ذلك لم يكره، هكذا قاله أصحابنا. ونقله صاحب الحاوي وصاحب البيان وجماعة آخرون عن الأصحاب، واحتج الأصحاب في ذلك بما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا شهر رمضان” وهذا الحديث رواه البيهقي وضعفه، والضعف بين عليه، وروى الكراهة في ذلك عن مجاهد والحسن البصري.
قال البيهقي: والطريق إليهما في ذلك ضعيف، والصحيح والله تعالى أعلم ما ذهب إليه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، وجماعات من المحققين: أنه لا كراهة في ذلك مطلقًا كيفما قيل؛ لأن الكراهة لا تثبت إلا بالشرع، ولم يثبت في ذلك شيء، وقد صنف جماعة لا يحصون في أسماء الله تعالى مصنفات مبسوطة فلم يثبتوا هذا الاسم، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة جواز ذلك، وذلك مشهور في الصحيحين وغيرهما، ولو قصدت جمع ذلك رجوت أن تزيد أحاديثه على مائتين، لكن الغرض الإشارة إلى حديث منها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: “إذا جاء رمضان حسنة أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين” وفي بعض الروايات “إذا دخل رمضان” وفي رواية لمسلم “إذا كان رمضان” وفي الصحيح حديث: “بني الإسلام على خمس منها” و“صوم رمضان”.
رمل: الرمل معروف، وجمعه رمال. قال الجوهري: والرملة أخص منه، وأما الرمل في الطواف فهو بفتح الراء