للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفًا كانوا بايعوا أباه، وبقى نحو سبعة أشهر خليفة بالحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وغير ذلك، ثم سار إليه معاوية من الشام، وسار هو إلى معاوية، فلما تقاربا علم أنه لن تغلب إحدى الطائفتين حتى يذهب أكثر الأخرى، فأرسل إلى معاوية يبذل له تسليم الأمر إليه، على أن تكون له الخلافة بعده، وعلى أنه لا يطلب أحدًا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشىء مما كان أيام أبيه، وغير ذلك من القواعد، فأجابه معاوية إلى ما طلب، فاصطلحا على ذلك، وظهرت المعجزة النبوية فى قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للحسن: “إن ابنى هذا سيد يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”. قيل: كان صلحهما لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، وقيل: فى شهر ربيع الآخر، وقيل: فى نصف جمادى الأولى من السنة المذكورة، وكان وصى إلى أخيه الحسين، رضى الله عنهما.

روينا فى صحيح البخارى ومسلم، عن البراء، قال: رأيت النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والحسن على عاتقه، وهو يقول: “اللهم إنى أحبه فأحبه” (١)

) . وفى صحيح البخارى، عن أسامة، قال: كان النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يأخذنى فيقعدنى على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: “اللهم إنى أرحمهما فارحمهما”. وفى صحيح البخارى، عن أبى بكرة، قال: سمعت النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، يقول: “إن ابنى هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين” (٢) .

وفى البخارى، عن أنس، رضى الله عنه، قال: لم يكن أحد أشبه بالنبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الحسن بن على، رضى الله عنهما. وفى البخارى، عن ابن عمر، رضى الله عنهما، قال: قال النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “هما ريحانتاى من الدنيا” (٣) ، يعنى الحسن والحسين، رضى الله عنهما. وفى البخارى عن ابن عمر، رضى الله عنه، قال: قال أبو بكر، رضى الله عنه: ارقبوا محمدًا فى أهل بيته.

وفى صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “وأنا تارك فيكم ثقلين أولهم كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به” (٤) ، فحث على كتاب الله ورغب، ثم قال: “وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى” (٥) .


(١) حديث أبى هريرة: أخرجه أحمد (٢/٢٤٩، رقم ٧٣٩٢) ، والبخارى (٥/٢٢٠٧، رقم ٥٥٤٥) ، ومسلم (٤/١٨٨٢، رقم ٢٤٢١) ، وابن ماجه (١/٥١، رقم ١٤٢) ، وأبو يعلى (١١/٢٧٨، رقم ٦٣٩١) .
حديث سعيد بن زيد: أخرجه الطبرانى (١/١٥٢، رقم ٣٥١) . قال الهيثمى (٩/١٧٦) : رجاله رجال الصحيح غير يزيد بن يحنس، وهو ثقة.

حديث عائشة: أخرجه الطبرانى (٣/٣٢، رقم ٢٥٨٥) ، قال الهيثمى (٩/١٧٦) : فيه عثمان بن أبى الكنات، وفيه ضعف. وابن عساكر (١٣/١٩٧) .
(٢) حديث أبى بكرة: أخرجه أحمد (٥/٤٩، رقم ٢٠٥١٧) ، والبخارى (٢/٩٦٢، رقم ٢٥٥٧) ، وأبو داود (٤/٢١٦، رقم ٤٦٦٢) ، والنسائى (٣/١٠٧، رقم ١٤١٠) . وأخرجه أيضًا: الطبرانى (٣/٣٣، رقم ٢٥٨٨) ، والحاكم (٣/١٩١، رقم ٤٨٠٩) ، والبيهقى (٨/١٧٣، رقم ١٦٤٨٦) .
(٣) حديث ابن عمر: أخرجه الترمذى (٥/٦٥٧، رقم ٣٧٧٠) ، وقال: صحيح. والحديث أصله عند البخارى (٥/٢٢٣٤، رقم ٥٦٤٨) .
حديث أنس: أخرجه النسائى فى الكبرى (٥/١٥٠، رقم ٨٥٢٩) .
(٤) أخرجه أحمد (٤/٣٦٦، رقم ١٩٢٨٥) ، والدارمى (٢/٥٢٤، رقم ٣٣١٦) ، وعبد بن حميد (ص ١١٤، رقم ٢٦٥) ، ومسلم (٤/١٨٧٣، رقم ٢٤٠٨) ، وابن خزيمة (٤/٦٢، رقم ٢٣٥٧) ، وابن حبان (١/٣٣٠، رقم ١٢٣) ، والحاكم (٣/١٦٠، رقم ٤٧١١) ، (٣/١١٨، رقم ٤٥٧٧) ، (٣/٦١٣، رقم ٦٢٧٢) . وأخرجه أيضًا: البيهقى (٢/١٤٨، رقم ٢٦٧٩) .
(٥) أخرجه أحمد (٤/٣٦٦، رقم ١٩٢٨٥) ، والدارمى (٢/٥٢٤، رقم ٣٣١٦) ، وعبد بن حميد (ص ١١٤، رقم ٢٦٥) ، ومسلم (٤/١٨٧٣، رقم ٢٤٠٨) ، وابن خزيمة (٤/٦٢، رقم ٢٣٥٧) ، وابن حبان (١/٣٣٠، رقم ١٢٣) ، والحاكم (٣/١٦٠، رقم ٤٧١١) ، (٣/١١٨، رقم ٤٥٧٧) ، (٣/٦١٣، رقم ٦٢٧٢) . وأخرجه أيضًا: البيهقى (٢/١٤٨، رقم ٢٦٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>