قال مسلم رحمه الله (ج٢ ص١٠٠٣): حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، ومحمّد بن عبد الله بن نمير، وأبوكريب، جميعًا عن أبي أسامة، واللّفظ لأبي بكر وابن نمير. قالا: حدّثنا أبوأسامة، عن الوليد بن كثير، حدّثني سعيد بن عبد الرّحمن بن أبي سعيد الخدريّ، أنّ عبد الرّحمن حدّثه عن أبيه أبي سعيد أنّه سمع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:((إنّي حرّمت ما بين لابتي المدينة كما حرّم إبراهيم مكّة)). قال: ثمّ كان أبوسعيد يأخذ، وقال أبوبكر: يجد أحدنا في يده الطّير فيفكّه من يده ثمّ يرسله.
وحدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدّثنا عليّ بن مسهر، عن الشّيبانيّ، عن يسير بن عمرو، عن سهل بن حنيف، قال: أهوى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بيده إلى المدينة فقال:((إنّها حرم آمن)).
قال الإمام مسلم رحمه الله (ج٢ ص١٠٠١): حدّثنا حمّاد بن إسماعيل ابن عليّة، حدّثنا أبي، عن وهيب، عن يحيى بن أبي إسحق أنّه حدّث عن أبي سعيد مولى المهريّ أنّه أصابهم بالمدينة جهد وشدّة، وأنّه أتى أبا سعيد الخدريّ فقال له: إنّي كثير العيال، وقد أصابتنا شدّة فأردت أن أنقل عيالي إلى بعض الرّيف. فقال أبوسعيد: لا تفعل، الزم المدينة فإنّا خرجنا مع نبيّ الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أظنّ أنّه قال: حتّى قدمنا عسفان فأقام بها ليالي، فقال النّاس: والله ما نحن ههنا في شيء، وإنّ عيالنا لخلوف ما نأمن عليهم، فبلغ ذلك النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال:((ما هذا الّذي بلغني من حديثكم)) -ما أدري كيف قال- والّذي أحلف به أو والّذي نفسي بيده لقد هممت أو إن شئتم -لا أدري أيّتهما قال- لآمرنّ بناقتي ترحل ثمّ لا أحلّ لها عقدةً حتّى