هؤلاء هم من يحجر عليهم لحق أنفسهم.
- قال - رحمه الله -:
- ويحجر على السفيه.
فالسفيه هو: من يسيء تدبير المال.
وسيأتينا بالتفصيل في كلام المؤلف - رحمه الله - كتى يرتفع وصف السفه عن من لا يجيد تصريف المال لكن هذا هو تعريفه العام. كل شخص لا يحسن تصريف ماله فهو سفيه.
* * مسألة/ وذهب الأئمة الأربعة كلهم إلى من ينفق ماله في المعاصي والمحرمات فهو سفيه يحجر عليه.
وذهب الأئمة الثلاثة: مالك وأحمد والشافعي إلا أن من أنفق ماله في الطاعات كالصدقات والقربات فإنه ليس من السفه ولا يحجر عليه مهما أنفق.
وذهب أبو حنيفة إلى أنه إذا أنفق في وجوه البر ما يخرج به عن الإنفاق المعهود المعروف فإنه يعتبر سفه.
والصواب أنه ليس بسفه: يعني: الصواب مع الأئمة الثلاثة إن شاء الله.
- ثم قال - رحمه الله -:
- والصغير.
الصغير هو من لم يبغ. وسيأتينا أيضاً في كلام المؤلف - رحمه الله - متى يبلغ الإنسان.
- يقول - رحمه الله -:
- والمجنون.
المجنون هو فاقد العقل. هؤلاء الثلاثة يحجر عليهم لحظ أنفسهم.
- ثم قال - رحمه الله -:
- لحظهم.
قوله: (لحظهم) يعني أنه يحجر عليهم لمصلحتهم. والدليل على أنه يحجر عليهم:
- قوله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما} [النساء/٥].
- والدليل الثاني: أن تركهم وما يشاؤون من التصرف فيه إضاعة لأموالهم. ولا يجوز للمسلم أن يمكن موليه من إضاعة المال.
فهذا هو الدليل على أنه يحجر على الصغير. ونحن نحتاج دائماً في مثل هذه الأحكام إلى أدلة ليس من السهل أن تحجر على رجل بالغ رشيد إلا بدليل واضح إذا كان سفيهاً.
- ثم قال - رحمه الله -:
- ومن أعطاهم ماله بيعاً أو قرضاً: رجع بعينه.
إذا عامل هؤلاء الثلاثة رجل ببيعهم أو إقرارهم فإنه إذا بقيت العين كما هي لم تتلف يرجع بعين ماله.
والسبب في ذلك:
- أن ماله ما زال على ملكه لأن تصرفاتهم فاسده. فيرجع بعين ماله.
- ثم قال - رحمه الله -:
- وإن أتلفوه لم يضمنوا.
يعني: وإن أتلف السفيه أو الصغير أو المجنون المال الذي أعطاهم إياه هذا الرجل الراشد ولو هلى سبيل السبيل فإنه يضمن هو ولا يضمنون. فيكون الضمان عليه فتذهب هذه العين المتلفة سدى عليه.