للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَلِكَ حَدِيدًا غَيْرَ دَاثِرٍ، وَإِنَّمَا اخْتَرْنَاهُ، لِأَنَّهُ أَشْبَهُ الْوُجُوهِ لِمَذَاهِبِ الْعَرَبِ، وَأَجْدَرُ أَلَّا نُوَاقِعَ شَيْئًا، قَدْ تَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنْهُ، وَكَانَتْ أَيَّامُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَعْظَمَ أَيَّامِ الْإِسْلَامِ مِحْنَةً، وَأَشَدَّهُ خَوْفًا، وَأَكْثَرَهُ جِهَادًا، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَأْمُرُ بِتَقْلِيمِ أَظْفَارِ الْيَدَيْنِ، وَيُعَاتِبُ عَلَيْهِ.

وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ فِي قَوْلِهِ: لَدَى أَسَدٍ شَاكِ السِّلَاحِ مُقَذَّفٍ ... لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ

قَوْلُهُ: شَاكِ السِّلَاحِ يُرِيدُ شَائِكِ السِّلَاحِ، أَيْ سِلَاحُهُ ذُو شَوْكَةٍ، فَأَلْقَى الْيَاءَ كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: وَسَوَّدَ مَاءُ الْمَرْدِ فَاهَا فَلَوْنُهُ ... كَلَوْنِ النَّئُورُ وَهِيَ أَدْمَاءُ سَارُهَا

يُرِيدُ: سَائِرُهَا، وَالْمُقَذَّفُ: الْغَلِيظُ اللَّحْمِ، وَاللِّبْدُ: الشَّعْرُ الْمُتَرَاكِبُ عَلَى زُبْرَةِ الْأَسَدِ، وَزُبْرَتُهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَيُقَالُ لِأَسَدٍ إِذَا أَسَنَّ هُوَ ذُو لِبْدَةٍ.

وَقَوْلُهُ: أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ، أَيْ هُوَ تَامُّ السِّلَاحِ حَدِيدُهُ، يُرِيدُ الْجَيْشَ، وَاللَّفْظُ عَلَى الْأَسَدِ، وَأَنْشَدَ لِأَوْسِ بْنِ حَجَرٍ:

<<  <  ج: ص:  >  >>