فبدأ بالمرأة وحذرها من فتنة الرجل بها، كما حذر الرجل منها، وبين أن المرأة كلها فتنة من صوتها الذي أمر الله ألا تخضع فيه:«فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا»(الأحزاب: ٣٢).
إلى مشيتها التي أمر الله أن تكون باتزان بعيدة عن لفت الانتباه:«وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ»(النور: ٣١).
إلى لباسها الذي لا يصف ولا يشف ولا يلفت أعين الناس إليه:«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا»(الأحزاب: ٥٩).
كما بين الإسلام أن المرأة عورة يزينها الشيطان عند خروجها في عين الرجل، فقال عليه الصلاة والسلام:» الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وَإِنَّهَا أَقْرَبُ مَا يَكُونُ إِلَى اللَّهِ وَهِيَ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا.» رواه الترمذي: ١١٧٣، والطبراني واللفظ له: ٩٩٦٩، وصححه الألباني.
وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بكل صراحة أن فتنة النساء ما بعدها فتنة، (وهذا ما نراه واقعا في حياتنا)، فقال عليه الصلاة والسلام:«مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ» رواه مسلم: ٤٩٢٣.
فلا بد لأهل الغيرة أن يتقوا الله في بناتهم وبنات المسلمين من هذا الاختلاط المحموم المسموم.
فأي رجل صاحب غيرة يقبل لابنته أن تغلق الباب عليها وعلى رجل ليس بعمها ولا خالها ولا من محارمها؟