فقلت: -لعمر الله- سحنون قد غدا ... أميرا بربع بالنبالة زاهر
وكان "رجال الأمن" في الحي كله ... عيونا، ألا يا بؤس تلك النواظر
لقد أصبحت أرض الجزائر مسرحا ... وقد مثلت فيها فصول "المساخر"
أيسجن شيخ في الثمانين سنه ... وتفتح حانات لمليون ساكر؟
ويسرق أشخاص جهارا بأرضنا ... وتبنى لأجل الفسق أرقى المواخر
فماذا جنى حتى رأينا ظلاله ... تجاوز من عاشوا بشر العنابر
لقد أذنب الشيخ الجليل لأنه ... بأقواله إحياء موتى البصائر
لقد قال للحكام في كل حقبة ... كلاما يقود الناس نحو المآثر
ألا فاتركوا الإنسان في الأرض كلها ... يقول الذي يبغي بثغر مجاهر
فحرية الإنسان فعلا ومنطقا ... ألذ لنا من كل تلك المظاهر
نطقنا فقال الحاكمون بأننا ... نريد به تضليل كل الدساكر
ومن بعد قالوا مثلنا، فغدت لهم ... كفوف جميع الناس مزمار ساحر
ألا يا وزيرا، حاز كل فضائل ... ومن هو فعلا كابر من أكابر
ومن عنده طبع به ساد في الورى ... ومن كان يعفو عن جميع الجرائر
ألست من القوم الذين بخيلهم ... بدا الظلم يغفو في كهوف المقابر
أ "شيباننا" أدرك أخاك فإنه ... غدا حزن سكان القرى والحواضر
ألسنا جميعا أسرة؟ فادفع الأذى ... عن الشيخ سحنون بأفعال قادر
فإنك -يا شيبان- في كل حقبة ... به ربطت -والله- كل الأواصر