للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موجب الولاية، الرسول يوالي ربه بالطاعات، والله يوالي نبيه بالإعانة والنصر والثواب الجزيل، والرسول ولي المؤمنين، والمؤمنون أولياؤه {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} [الأحزاب: آية ٦] والله ولي المؤمنين، والرسول ولي المؤمنين {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة: آية ٥٥] والمؤمنون المتقون أولياء الله {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (٦٣)} [يونس: الآيتان ٦٢، ٦٣].

قوله: {نَزَّلَ الْكِتَابَ} [الأعراف: آية ١٩٦] هو هذا القرآن العظيم. وقال بعض العلماء: المراد جنس الكتاب. فالمعنى: أنه نزل جميع الكتب المنزلة، فيها هذا الكتاب الذي هو الأخير منها، الذي جمع الله فيه علوم الأولين والآخرين، وهذا القرآن سُمي كتابًا، وهو (فِعَال) بمعنى (مَفْعُول) أي: مكتوب؛ لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (٢٢)} [البروج: الآيتان ٢١، ٢٢] ومكتوب في صحف عند الملائكة، كما قال تعالى: {فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (١٣) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦)} [عبس: الآيات ١٣ - ١٦] وقد قدمنا في هذه الدروس مرارًا (١) أن مادة الكاف، والتاء، والباء. (كَتَبَ) معناها في لغة العرب: الضم والجمع، فكل شيء ضممت بعضه إلى بعض وجمعته فقد كتبته. ومنه سُميت الكتيبة كتيبة، وهي القطعة العظيمة من الجيش؛ لأنها انضم بعضها إلى بعض واجتمع بعضها مع بعض، ومنه قول نابغة ذبيان (٢):


(١) مضى عند تفسير الآية (٣٨) من سورة الأنعام.
(٢) السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>