للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ويروي هذا عن علي بن أبي طالب من نحو ثمانين وجهاً، وأنه كان يقول على منبر الكوفة، بل قال: لا أوتي بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري. فمن فضله على أبي بكر وعمر جلد بمقتضى قوله رضي الله عنه ثمانين سوطاً.

وقال رحمه الله: وهذا يقوله لابنه الذي لا يتقيه، ولخاصته، ويتقدم بعقوبة من يفضله عليهما، والمتواضع لا يجوز له أن يتقدم بعقوبة كل من قال الحق، ولا يجوز أن يسميه مفتريا (١).

ومحمد بن الحنفية هو ابن علي بن أبي طالب، واسم الحنفية: خولة بنت جعفر.

وفي رواية: قلت لأبي: يا أبتي: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أو ما تعلم يا بني؟. قلت: لا، قال: أبو بكر. أخرجه الدارقطني (٢).

وعن النزال بن سبرة قال: وافقنا من علي ذات يوم طيب نفس ومزاج، فقلنا: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن أصحابك خاصة، قال: كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابي، قالوا: حدثنا عن أبي بكر الصديق قال: ذاك امرؤ أسماه الله صديقاً على لسان جبريل ولسان محمد صلى الله عليه وسلم. كان خليفة رسول


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب قوله (لوكنت متخذا خليلا): (٣٦٧١)، ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٤/ ٤٢٢ - ٤٠٧
(٢) ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ٤٠

<<  <   >  >>