للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نساؤه في الغيرة، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن، فنزلت هذه الآية) (١) .

وقد فرح الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته معه بإسلام عمر (ت - ٢٣هـ) رضي الله عنه حين أسلم، واعتز الإسلام بإسلامه، كما قال ابن مسعود (ت - ٣٢هـ) رضي الله عنه: (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر) (٢) .

وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله بعض صفات الفاروق - من غير ما ذُكر -، فمنها:

خوفه من الله عزّ وجل وذكر أحاديث في ذلك (٣) ، منها ما وراه المسور بن مخرمة (٤)

رضي الله عنه قال: لما طعن عمر جعل يألم، فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذلك: لقد صحبت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت المسلمين فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون، فقال: أمّا ما ذكرت من صحبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورضاه، فإنما ذاك مَنُّ منَّ به عليّ، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه، فإنما ذاك مَنٌ من الله مَنَّ به عليّ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل


(١) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ١/٥٠٤ كتاب الصلاة، باب ما جاء في القبلة، قال ابن حجر في فتح الباري ١/٥٠٥: (والمعنى: وافقني ربي فأنزل القرآن على وفق ما رأيت، لكن رعاية للأدب أسند الموافقة إلى نفسه..) .
(٢) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ٧/٤١ كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضائل عمر.
(٣) انظر: منهاج السنة النبوية ٦/٩ - ١٥.
(٤) المسور بن مخرمة بن نوفل القرشي الزهري، أبو عبد الرحمن، صحابي جليل، قدم المدينة في ذي الحجة بعد الفتح سنة ثمان، كان من أهل الفضل والدين، ت سنة ٦٤هـ.

انظر في ترجمته: الاستيعاب لابن عبد البر ٣/٤١٦، الإصابة لابن حجر ٣/٤١٩.

<<  <   >  >>