للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد محمد نبي عاش إبراهيم؛ ولكن لا نبي بعده. وأخرجه أحمد عن ابن أبي أوفى أنه كان يقول: "لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه".

قال: وعزاه شيخنا للبخاري من حديث البراء فيه؛ فينظر. انتهى.

وروى أحمد والترمذي وغيرهما عن عقبة بن عامر رفعه: "لو كان بعدي نبي؛ لكان عمر"، وورد عن جماعة آخرين وقال القاري: ويشير إليه قوله {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} ١؛ فإنه يومئ إلى أنه لا يعيش له ولد يصل إلى مبلغ الرجال؛ فإن ولده من صلبه يقتضي أن يكون لب قلبه كما يقال الولد سر أبيه، ولو عاش وبلغ أربعين سنة وصار نبيا لزم ألا يكون نبينا خاتم النبيين.

ثم يقرب من هذا الحديث في المعنى ما رواه أحمد والحاكم عن عقبة مرفوعًا: "لو كان بعدي نبي؛ لكان عمر بن الخطاب". قلت: ومع هذا لو عاش إبراهيم وصار نبيًا لكان من أتباعه، وكذا لو صار عمر نبيًا لكان من أتباعه كعيسى والخضر وإلياس؛ فلا يناقض قوله تعالى {خَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠] ؛ إذ المعنى أنه لا يأتي نبي بعده ينسخ ملته، ولم يكن من ملته، وبقوله: "لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي". انتهى.

وقال النجم: وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" بلفظ: "لو عاش إبراهيم لكان صديقًا نبيًا"، وقال: أخرجه البارودي عن أنس وابن عساكر، عن جابر وعن عباس وعن ابن أبي أوفى.

٢١٠٢- لو علمت البهائم من الموت ما علمتم - الحديث٢.

وتقدم في "لو تعلم البهائم".

٢١٠٣- لو علم الله في الخصيان خيرًا؛ لأخرج من أصلابهم ذرية توحد الله؛ ولكنه علم أن لا خير فيهم؛ فأجبهم.

رواه الديلمي بلا سند عن ابن عباس مرفوعًا، قال في "المقاصد": لا يصح، كذا كل ما ورد في الخصيان من مدح وقدح، ومن نسب لشيخنا فيهم جزءًا فقد افترى.


١ الأحزاب: ٤٠.
٢ سبق بنحوه، انظر حديث "٢٠٩٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>