محمد عن البقاع؟ قال: نعم، قال: فحدثه أن خيرها المساجد وشرها الأسواق، قال: وهذا أخرجه ابن عبد الله عن جرير بطوله انتهى. ورواه أبو يعلى في كتاب حرمة المساجد عن ابن عباس رضي الله عنهما: أحب البقاع إلى الله المساجد، وأحب أهلها إليه أولهم دخولًا وآخرهم خروجًا، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق، وأبغض أهلها إليه أولهم دخولًا وآخرهم خروجًا، وتقدم الحديث في: أحب البقاع إلى الله مساجدها.
١٢٤٤- خير التجارة لا ربح ولا خسارة.
ليس بحديث, بل هو من كلام العوامِّ.
١٢٤٥- خير الأسماء ما حمد وعبد.
قال النجم: لا يعرف، وفي معناه ما تقدم في "إذا سميتم" انتهى, وأقول: تقدم في الهمزة بلفظ: أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد، وقال السيوطي: لم أقف عليه، وفي معجم الطبراني عن أبي زهير الثقفي: إذا سميتم فعبدوا، وأخرجه فيه بسند ضعيف عن ابن مسعود مرفوعا: أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له، وروى أبو نعيم بسنده مرفوعا: قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا عذبت أحدًا تسمى باسمك في النار كذا ذكره القاري، وسيأتي أن ما ورد في فضل من تسمى بأحمد ومحمد لا أصل له.
١٢٤٦- خير خير حين يسمع نعيق الغراب ونحوه.
قال في التمييز: ليس بحديث، بل هو من الطيرة، واعترضه القاري بأنه من الفأل لا من التشاؤم والطيرة، وقال عكرمة: كنا عند ابن عمر وعنده ابن عباس -رضي الله عنهما- فمر غراب يصيح فقال رجل من القوم: خير خير، فقال ابن عباس: لا خير ولا شر, أي ليس واحد منهما بدائم على أحد، كما في المقاصد، وفي نحوه لبعض الشعراء:
ولقد غدوت وكنت لا ... أغدو على وافٍ وحائم
فإذا الأشائم كالأيامن ... والأيامن كالأشائم
وكذاك لا خير ولا ... شر على أحد بدائم
قيل: وخص الغراب غالبًا بالتشاؤم منه أخذًا بالاغتراب, حيث قالوا: غراب البين؛ لأنه بان عن نوح -عليه السلام- لما وجهه لينظر إلى الماء فذهب ولم يرجع؛ ولذا تشاءموا منه واستخرجوا من اسمه الغربة.