عن أن يستشهد على فضله بحديث أطبق المحدثون على أنه موضوع، ثم أورده بروايات أطال في بيانها ورد النقاد لها، وقال: إنها كلها موضوعات لا تروج على من له أدنى إلمام بنقد الحديث.
قال: فمن الروايات الموضوعة: سيأتي رجل من بعدي يقال له: النعمان بن ثابت، ويكنى أبا حنيفة يحيا دين الله وسنتي على يديه، وفي رواية عن ابن عباس: يطلع بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدر على جميع خراسان, يكنى بأبي حنيفة، انتهى ملخصًا.
ومن ذلك الموضوع ما ذكره بعضهم بقوله: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن سائر الأنبياء تفخر بي، وأنا أفتخر بأبي حنيفة، وهو رجل تقي عند ربي، وكأنه جبل من العلم، وكأنه نبي من أنبياء بني إسرائيل, فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني"، قال ابن الجوزي: إنه موضوع. ورد بما في الضياء المعنوي بأنه تعصب؛ لأنه روي بطرق مختلفة، انتهى. وأقول: لعلها لا تصلح وإن تعددت، كما قالوا في حديث: من حفظ على أمتي أربعين حديثًا فإنه ضعيف وإن تعددت طرقه، ومن الموضوع أيضًا ما روي: أن آدم افتخر بي، وأنا أفتخر برجل من أمتي اسمه النعمان، وكنيته أبو حنيفة, هو سراج أمتي.
ومثله ما رواه الجرجاني في مناقبه بسنده لسهل بن عبد الله التستري أنه قال: لو كان في أمة موسى وعيسى مثل أبي حنيفة لما تهودوا, ولما تنصروا.
ومثله ما افتراه أحمد بن مأمون لما قيل له: ألا ترى إلى الإمام الشافعي ومن تابعه بخراسان, بقوله: حدثنا أحمد بن عبد الله, حدثنا عبد الله بن معدان الأزدي عن أنس مرفوعًا: يكون في أمتي رجل يقال له: محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ورجل يقال له: أبو حنيفة هو سراج أمتي، ذكره المناوي في شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر.
٥٤- "ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما " ١.