للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٩٩- "إن الدين النصيحة" -قاله ثلاثًا- قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسله ولأئمة المسلمين وعامتهم".

رواه أحمد عن ابن عباس, وهو ومسلم وأبو داود والنسائي عن تميم الداري، والترمذي والنسائي عن أبي هريرة، والمشهور إسقاط "إن" في أوله وهو ما في صحيح البخاري في كتاب الإيمان معلقًا.

٧٠٠- إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه١.

رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن ثوبان, وصححه بزيادة: "ولا يرد القدر إلا الدعاء, ولا يزيد في العمر إلا البر".

٧٠١- إن الزامر يأتي يوم القيامة بمزماره، وإن السكران يأتي بقدحه، وإن المؤذن يأتي يؤذن، وهكذا كل من مات على شيء يأتي عليه٢.

قال ابن حجر الهيثمي في فتاويه: ورد في الحديث ما يقتضي ذلك, وورد التصريح بأفراد منه, ونص عليه العلماء.

أخرج مسلم: "يبعث كل عبد على ما مات عليه" والبيهقي: من مات على مرتبة من هذه المراتب, بعث عليها يوم القيامة، وعليه حمل العلماء "خبر يبعث الميت في ثيابه التي مات فيها" أي: الأعمال التي يموت عليها من خير وشر، وصح أن المجروح في سبيل الله يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب٣ دمًا, وإن الميت محرمًا يبعث ملبيًا، وورد غير ذلك.

وفى الدرة الفاخرة للغزالي: يبعث السكران سكرانَ يوم القيامة، والزامر زامرًا، وشارب الخمر والكوز معلق في عنقه، وكل أحد على الحال الذي صده في الدنيا عن سبيل الله.

قال السيوطي بعد إيراده جميع ما مر: وفي هذا إشارة إلى تخصيص الحديث السابق بأن الحالة التي يأتي عليها في الآخرة، ما كان عليه في الدنيا، المراد بها حالة الطاعة أو المعصية، بخلاف المباحات فلا يأتي النجار بآلته ولا البناء ونحوهما، إلا إن استعملوها فيما لا يجوز شرعًا, انتهى.


١ ضعيف: رقم "١٤٥٢".
٢ يصدق معنى هذا الحديث ما أخرجه مسلم بلفظ: "يبعث كل عبد على ما مات عليه".
٣ يثعب: يجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>