٦٧٠- إن الشمس ردت على عليِّ بن أبي طالب.
قال الإمام أحمد: لا أصل له، وقال ابن الجوزي: موضوع، لكن خطئوه، ومن ثَمَّ قال السيوطي: أخرجه ابن منده وابن شاهين عن أسماء بنت عميس, وابن مردويه عن أبى هريرة, وإسنادهما حسن.
وصححه الطحاوي والقاضي عياض، قال القاري: ولعل المنفي ردها بأمر علي، والمثبت بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأقول في عمدة القاري للعيني، كفتح الباري للحافظ ابن حجر, أن الطبراني والحاكم والبيهقي في الدلائل أخرجوا عن أسماء بنت عميس أن النبي نام على فخذ عليٍّ حتى غابت الشمس, فلما استيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, قال علي رضي الله عنه: يا رسول الله, إني لم أصلِّ العصر, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم, إن عبدك عليًّا احتسب بنفسه على نبيك, فردها عليه". قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض, ثم قام علي فتوضأ وصلى العصر, وذلك بالصهباء.
قال الطحاوي: وكان أحمد بن صالح يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم أن يتخلف عن حفظ حديث أسماء؛ لأنه من أجل علامات النبوة. قال: وهو حديث متصل, ورواته ثقات, وإعلال ابن الجوزي له لا يلتفت إليه, انتهى.
وأقول: قد ذكرنا في الفيض الجاري في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "أحلت لكم الغنائم" أن قصة علي في رد الشمس بعد مغيبها، وأنها ردت لنبينا أيضا في وقعة الخندق حين شغل عن صلاة العصر حتى صلاها، وكذا ردت لسليمان بن داود -عليهما السلام- على قول بعضهم، وأما حبسها عن المغيب فقد وقع ليوشع بن نون، وقبله لموسى بن عمران، ووقع بعدهما لسليمان بن داود، وأيضا لنبينا عن الطلوع ليلة الإسراء، وإن كان في بعضها مقال، فراجعه فقد ذكرناه هناك مبسوطًا.
٦٧١- "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, فضيقوا مجاريه بالجوع" ١.
ذكره في الإحياء، قال العراقي: متفق عليه دون "فضيقوا مجاريه بالجوع" فإنه مدرج من بعض الصوفية.
١ صحيح: رقم "١٦٥٨" دون: فضيقوا مجاريه بالجوع.