للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٦٥- إن التجار هم الفجار١.

قال النجم: رواه الطبراني عن معاوية وأحمد والحاكم والبيهقي عن عبد الرحمن بن شبل, زاد فقيل: يا رسول الله, أليس قد أحل الله البيع؟ قال: "نعم, ولكنهم يحلفون فيأثمون, ويحدثون فيكذبون"، نعم يستثنى التاجر الصدوق الأمين؛ لأنه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, كما أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري, انتهى.

وقال ابن حجر المكي في فتاواه الحديثية رادًّا على بعض الحفاظ المورد له بلفظ: إن التجار هم الفجار إلا من قال بيده هكذا وهكذا, قال: صدر الحديث إلى الاستثناء وارد, بل صحيح كما قاله الترمذي, وهو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: يا معشر التجار, فاستجابوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال: التجار يبعثون يوم القيامة فجارًا, إلا من اتقى الله وبر وصدق.

وفي رواية صحيحة: إن التجار هم الفجار, فسئل: يا رسول الله, أليس قد أحل الله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يحدثون فيكذبون, ويحلفون فيأثمون، قال: وأما آخره وهو إلا من قال بيده هكذا وهكذا. فلم يرد في شيء من كتب الحديث بعد البحث عنه, انتهى.

وأقول: ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما قد يشهد لهذا الخطيب حيث قال فيه: وفي رواية للبخاري عن أبي ذر بلفظ: "المكثرون هم الأخسرون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا ... الحديث" انتهى.

وفي رواية لمسلم عن أبي ذر قال: انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني قال: "هم الأخسرون, ورب الكعبة". فقلت: يا رسول الله، فداك أبي وأمي, من هم؟ قال: "هم الأكثرون أموالًا، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا, من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم؛ ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم، لا يؤدي زكاتها، إلا جاءت يوم القيامة أعظم مما كانت وأسمنه، تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما نفذت أخراها عادت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس" انتهى فتأمله.


١ صحيح: رقم "١٥٩٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>