أي منصب علاء، وإشراف على المعارف وإستيلاء، جذوة فهمه اتفقت ما شاءت من الكلام واتفدت، كلفت به الملوك استنجاحا وتيمنا وعلما بغنائه في الكتابة عنها وتيقنا، وأحضرته بساطها تجملا وتزينا، وتنافست في استعماله، رغبة منها في كماله، قرط في التوشيح وشنف، ونور في الإعجاز فيه وصنف، واخذ نفسه في توشيحه، بتوليد الكلام وتنقيحه، وشعره رائق الصفات. بديع الإشارة والالتفات، رحل إلى مصر فانجلت هناك أنواره وتأرجت به أنجاده ذلك القطر وأغواره وله نظر في العلم الفلسفي أربى فيه على مباريه ومجاريه وكان الوزير أبوه أبو الوليد قد انتقل من موطنه سرقسطة قاعدة الثغر الأعلى إلى مرسية وبلنسية فتقلد بهما رئاسة الشرف والوزارة وحمل أعباء الملك وأوزاره وأستدعي من مراكش حضرة ملكها وطلع بدرا في فلكها وهاك من توشيحه ماترتشفه لعسا وتتنماه بلعل وعسى.
حُثّ كأس الطَلا على الزهر
وأدرها كالأنجم الزهر
أنسيم يفوح أم عطر ... وغصون أمالها القطر تنثني وما بها سكر