المتكلفين. والحق ما جاء من عند الله ﷿. والسنة ما سنة رسول الله ﷺ، والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله ﷺ فى خلافة أبى بكر وعمر وعثمان. ومن اقتصر على سنة رسول الله ﷺ وما كان عليه أصحابه والجماعة: فلج على أهل البدعة كلهم، واستراح بدنه، وسلم له دينه. إن شاء الله. لأن رسول الله ﷺ قال «ستفترق أمتي» وبيّن رسول الله ﷺ الفرقة الناجية منها.
فقال «ما أنا عليه وأصحابى» فهذا هو الشفاء والبيان. والأمر الواضح، والمنار المستقيم. وقال رسول الله ﷺ«إياكم والتنطّع. وإياكم والتعمق.
وعليكم بدينكم العتيق»
واعلم أن الدين العتيق: ما كان من وفاة رسول الله ﷺ إلى قتل عثمان بن عفان ﵁. وكان قتله: أول الفرقة، وأول الاختلاف، فتحاربت الأمة، وافترقت، واتبعت الطمع والهوى، والميل إلى الدنيا.
وليس لأحد رخصة فى شئ أخذ به مما لم يكن عليه أصحاب رسول الله ﷺ، أو يكون رجل يدعو إلى شئ أخذ به من قبله، أو من قبل رجل من أهل البدع فهو كمن أحدثه ممن زعم ذلك وقال به. فقد رد السنة وخالف الحق والجماعة. وأباح الهوى، وهو أشر على هذه الأمة من إبليس. ومن عرف ما ترك أهل البدع من السنة، وما فارقوا منها، فتمسك به: فهو صاحب سنة وجماعة، حقيق أن يتبع، وأن يعاون ويحفظ. وهو ممن أوصى به رسول الله ﷺ
واعلموا أن أصول البدع أربعة أبواب، يتشعب من هذه الأربعة اثنان وسبعون هوى. ويصير كل واحد من البدع يتشعب، حتى تصير كلها إلى ألفين وثمانمائة، كلها ضلالة. وكلها فى النار، إلا واحدة. وهو من آمن بما فى هذا الكتاب، واعتقده من غير ريبة فى قلبه ولا شكوك، فهو صاحب سنة. وهو ناج إن شاء الله تعالى.