عليه وسلم. ومن قال: لفظه بالقرآن مخلوق: فهو جهمى. ومن سكت ولم يقل مخلوق، ولا غير مخلوق: فهو جهمى. هكذا قال أحمد بن حنبل. وقال رسول الله ﷺ«إنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا، فإياكم ومحدثات الأمور. فإنها ضلالة. وعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ»
واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية: من أنهم فكروا فى الرب ﷿، فأدخلوا: لم؟ وكيف؟ وتركوا الأثر، ووضعوا القياس، وقاسوا الدين على رأيهم.
فجاءوا بالكفر عيانا لا يخفى. إنهم كفروا وكفروا الخلق، واضطرهم الأمر إلى أن قالوا بالتعطيل.
قال بعض العلماء - منهم أحمد بن حنبل - الجهمى كافر، ليس من أهل القبلة، حلال الدم. لا يرث ولا يورث. لأنه قال: لا جمعة ولا جماعة ولا عيدين.
وقالوا: من لم يقل القرآن مخلوق فهو كافر. واستحلوا السيف على أمة محمد ﷺ. وخالفوا من كان قبلهم. وامتحنوا الناس بشئ لم يتكلم فيه رسول الله ﷺ، ولا أحد من أصحابه. وأرادوا تعطيل المساجد والجوامع.
وأوهنوا الإسلام. وعطلوا الجهاد. وعملوا فى الفرقة. وخالفوا الآثار. وتكلموا بالمنسوخ. واحتجوا بالمتشابه. فشككوا الناس فى أديانهم. واختصموا فى ربهم وقالوا: ليس هناك عذاب قبر، ولا حوضا ولا شفاعة، والجنة والنار لم يخلقا.
وأنكروا كثيرا مما قال رسول الله ﷺ. فاستحل من استحل تكفيرهم ودمائهم من هذا الوجه. لأنه من ردّ آية من كتاب الله: فقد رد الكتاب كله. ومن رد حديثا عن رسول الله ﷺ: فقد رد الأثر كله. وهو كافر بالله العظيم. فدامت لهم المدة. ووجدوا من السلطان فى ذلك معونة. ووضعوا السيف والسوط على ذلك. فدرس علم السنة والجماعة وأوهنو هما، فصاروا مكتومين لإظهار البدع والكلام فيها. ولكثرتهم. فاتخذوا المجالس، وأظهروا آراءهم