قال: وإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ فإنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، أو يقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله. ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجئ، ومن زعم أن الإيمان هو القول، والاعمال شرائع: فهو مرجئ. ومن زعم أن الإيمان يزيد ولا ينقص، فقد قال بقول المرجئة، ومن لم ير الاستثناء فى الإيمان فهو مرجئ. ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل والملائكة فهو مرجئ. ومن زعم أن المعرفة ننفع فى القلب لا يتكلم بها فهو مرجئ.
قال: والقدر خيره وشرّه، وقليله وكثيره، وظاهره وباطنه، وحلوه ومرّه، ومحبوبه ومكروهه، وحسنه وسيّئه. وأوّله وآخره: من الله، قضاء قضاه، وقدرا قدّره عليهم، لا يعدو واحد منهم مشيئة الله ﷿. ولا يجاوز قضاءه: بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، واقفون فيما قدّر عليهم لأفعاله. وهو عدل منه عزّ ربنا وجل. والزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس وأكل المال الحرام. والشرك بالله والمعاصى كلها: بقضاء وقدر، من غير أن يكون لأحد من الخلق على الله حجّة. بل لله الحجة البالغة على خلقه. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وعلم الله ﷿ ماض فى خلقه بمشيئة منه، قد علم من إبليس ومن غيره ممن عصاه - من لدن أن عصى ﵎ إلى أن تقوم الساعة - المعصية.
وخلقهم لها. وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها. وكلّ يعمل لما خلق له.
وصائر لما قضى عليه وعلم منه. لا يعدو واحد منهم قدر الله ومشيئته. والله الفاعل لما يريد، الفعال لما يشاء.
ومن زعم أن الله شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة، وأن العباد شاءوا لأنفسهم للشر والمعصية، فعملوا على مشيئتهم، فقد زعم أن مشيئة العباد أغلظ من مشيئة الله ﵎. فأى افتراء أكثر على الله ﷿ من هذا؟.
ومن زعم أن الزنا ليس بقدر، قيل له: أرأيت هذه المرأة، حملت من الزنا