للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر علي بن رباح عن مسلمة بن مخلد، قال: أسلمت وأنا ابن أربع سنين، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن أربع عشرة سنة.

وقتل أبوه مخلّد يوم بعاث (١)، وكان قبل الهجرة بخمس سنين أو ست سنين.

شهد فتح مصر واختط‍ بها، ومات بها سنة اثنتين وستين، ولأهل مصر عنه حكايات (٢).

قاله: محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي (٣)، فيمن دخل مصر من الصحابة، وكان في من قتل محمّد بن أبي بكر الصديق، بمصر.

وقال ابن سعد: قال محمّد بن عمر: وقد روى مسلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحول إلى مصر فنزلها، وكان مع أهل خربتا (٤)، وكانوا أشد أهل المغرب وأعده، وكان له بها ذكر ونباهة، ثم صار إلى المدينة فمات بها في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

وروى ابن عيينة (٥) عن إبراهيم بن ميسرة عن مجاهد، قال: كنت أرى أني أحفظ‍ أحفظ‍ الناس للقرآن؛ حتى صليت خلف مسلمة بن مخلد، الصبح، فقرأ سورة (البقرة)، فما أخطأ فيها واوا ولا ألفا.

وقال النمري (٦): شهد فتح مصر، وسكنها، ثم تحول منها إلى المدينة، ثم ولاه معاوية مصر.

وحكى عن الواقدي (٧)، قال: قدم مسلمة بن مخلد، واليا على مصر وأفريقية سنة خمسين، وهو أول من جمعت له مصر والمغرب، فلم يزل على ذلك حتى توفي معاوية، وهو أول من جعل بمصر بنيان المنار في المساجد، في سنة ثلاث وخمسين، وكانت ولايته على مصر وأفريقية ست عشرة سنة.

ولم يعقب.


(١) نسب معد (ص ٤١٣)، والاشتقاق (ص ٤٥٧).
(٢) مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٤ ص ٢٧٢)، وقاله: (عن ابن يونس).
(٣) حسن المحاضرة (ج ١ ص ٢٣٥).
(٤) خربتا: (يعد كور مصر، وهو حوالي الإسكندرية) معجم البلدان (ج ٢ ص ٤٠٦).
(٥) الاستيعاب (ج ٣ ص ٤٤٤).
(٦) الاستيعاب (ج ٣ ص ٤٤٤).
(٧) الاستيعاب (ج ٣ ص ٤٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>