على القبائل، ومن هذا يتضح أن تنظيم القبائل بهذا الشكل إسلامي بحت ولا يرجع إلى أصول جاهلية.
ونجد أن الحافظ عبد المؤمن الدمياطي يتبع في كتابه «أنساب قبائل الخزرج» الترتيب على النسب بصورته الدقيقة كما استعمله ابن الكلبي في كتبه النسبية، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» وخليفة بن خياط في «طبقاته» وغيرهم من النسابين، ويبدو أن الدمياطي قد استمر على نهج هؤلاء المتقدمين وبخاصة ابن الكلبي وابن سعد، وتوسع في ذكر تراجم قبيلة واحدة من تلك القبائل العربية التي ضمنتها كتب النسب الأخرى، وتوسع أكثر حين ضم إليهم حلفاءهم ومواليهم، وبالغ في تتبع ذرية هذه القبيلة وأحفادها من المصادر اللاحقة والمختلفة وفاق من سبقه وخرج من مجال تراجم الصحابة والتابعين وأتباعهم، حتى وصل بتراجم بعضهم إلى عصره في القرن السابع والثامن الهجري، مما يعطي كتاب الحافظ الدمياطي «أنساب قبائل الخزرج» الأصالة والسبق والانفراد في استيعاب تراجم كثيرة نشعر أنها هكذا وضعت ونظمت أساسا في الدواوين الأولى، ولا سيما وأن ما وصلنا مما ألف في الأنصار خاصة (أوسها وخزرجها) في مكتبتنا العربية نادر جدا.
وممن تناول (الأنصار) أو (الأوس والخزرج) بتآليف مفردة على سبيل المثال لا الحصر-مع العلم أن معظم هذه المؤلفات لم تصل إلينا-ما يلي:
١ - «كتاب فضائل الأنصار» لأبي البختري وهب بن وهب بن كثير الأسدي القرشي (ت/٢٠٠ هـ)(١).