للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهجا دعيّا عنده فقال «١٤٨» :

والله لو ألصقت نفسك بالغرا ... فى كلب لاستيقنت ألّا «١٤٩» تلصق

فأى شىء هذا من هجاء الفحول، ولو تهاجت به الحاكة لما أمضّت.

وقال:

وركب يساقون الرّكاب زجاجة ... من السّير لم تقطب لها كفّ قاطب «١٥٠»

سرقه من قول أبى نواس «١٥١» :

ركب تساقوا على الأكوار بينهم ... كأس الكرى فاستوى «١٥٢» المسقىّ والساقى

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوى، عن محمد بن يزيد المبرد أنه أنشد قصيدة لأبى شراعة القيسى، ثم قال: وهذه القصيدة لم يأت فيها بمعنى مستغرب؛ وإنما قصدنا فيها الكلام الفصيح والمعانى الواضحة، فهى وإن لم تكن كقول أبى نواس «١٥٣» :

أمام خميس أرجوان كأنه ... قميص محوك من قنا وجياد

فما هو إلّا الدهر يأتى بصرفه ... على كلّ من يشقى به ويعادى

فى البراعة والنقاء وحسن الوصف واستقامة اللفظ، فليست فى السقوط كقوله «١٥٤» :

لقد اتقيت الله حقّ تقاته ... وجهدت نفسك فوق جهد المتّقى

وأخفت أهل الشّرك حتى إنه ... لتخافك النّطف التى لم تخلق

وكذلك قوله:

هارون ألفنا ائتلاف مودّة ... ماتت لها الأحقاد والأضغان

حتّى الذى فى الرّحم لم يك صورة ... لفؤاده من خوفه خفقان

<<  <   >  >>