للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد استملحه قوم، وليس عندى بحيث وضعوه. قال: وقوله «٤١» :

لا تعرّج «٤٢» بدارس الأطلال ... واسقنيها رقيقة السّربال

هذا المصراع فائق فى جودته جدّا، رقة ولطافة، وسلسا وسهولة؛ وتمامه غير مرضى؛ وهو قوله «٤٣» :

مات أربابها، وبادت قراها ... وبراها الزّمان برى الخلال

قال: وأما قوله:

لا تخدعنّ عن التى جعلت ... سقم الصحيح وصحة السقم

فأوهى كلام وأردؤه.

قال: وفى قصيدة أبى نواس التى أولها:

لست لدار عفت وغيّرها ... ضربان من قطرها وحاصبها

لحن فى غير موضع. قال: وقوله فيها «٤٤» :

اهج نزارا وأفر جلدتها

خطأ عند الأصمعى. زعم الأصمعى أنه يقول فى الفساد: فريت، وفى الإصلاح:

أفريت. وكان يقول: فريت أوداجه. وغيره يقول فى الخير والشر جميعا: فريت وأفريت.

أخبرنى محمد بن يحيى، قال: حدثنى الحسين بن إسحاق، قال: حدثنى أحمد بن الحارث، قال: ذكر العتّابى أبا نواس فقال: هو والله شاعر ظريف، مليح الألفاظ، إلا أنه أفرط فى طلب البديع حتى قال:

لمّا بدا ثعلب الصدود لنا ... أرسلت كلب الوصال فى طلبه

قال الصولى: وقد روى فى خبر قد تقدّم أنّ مسلم بن الوليد قال: إنّ أبا نواس بخيل، ويصف المخلوقين بصفة الخالق عزّ وجل؛ فمما أحال فيه قوله:

وأخفت أهل الشّرك حتى إنّه ... لتخافك النّطف التى لم تخلق [١٥٦]

<<  <   >  >>