قطعت إلى معروفها منكراتها ... إذا خبّ آل دونها يتوضّح «١٣»
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن رستم، قال: حدثنا التوّزى، قال: حدثنا الأصمعى، عن عيسى بن عمر، قال: قال ذو الرّمة للفرزدق:
مالى لا ألحق بكم معاشر الفحول؟ فقال له: لتجافيك عن المدح والهجاء، واقتصارك على الرسوم والديار.
وحدثنى على بن أبى منصور، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجم، عن أبيه- أن ذا الرّمة سأل الفرزدق عن شعره وقال: مالى لا ألحق بالفحول؟ فقال: يقعد بك عن غاية الشعراء [٨٥] نعتك الأعطان والدّمن وأبوال الإبل.
وأخبرنى أبو عبد الله الحكيمى، قال: أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب، قال: قال أبو عبيدة: وقف ذو الرمة ينشد قصيدته التى يقول فيها «١٤» :
قال: فاجتمع الناس يسمعون، وذلك بالمربد، فمر الفرزدق فوقف يستمع، وذو الرمة ينظر إليه حتى فرغ، فقال: كيف تسمع يا أبا فراس؟ قال: ما أحسن ما قلت! قال: فمالى لا أعدّ مع الفحول؟ قال: قصّر بك عن ذاك بكاؤك فى الدّمن، ونعتك أبوال العظاء والبقر، وإيثارك وصف ناقتك وديمومتك. ثم ارتحل الفرزدق، فقال:
وديمومة لو ذو الرميمة رامها..
وذكر البيتين.
فقال ذو الرمة: نشدتك بالله يا أبا فراس أن تزيد. فقال: هما بيتان لا أزيد عليهما «١٦» .