أحدها: أن يبدل اللفظ بمرادفه، وجعل ذلك جائزا بلا خلاف.
الثاني: أن يظن دلالته على مثل ما دل عليه الأول، من غير أن يقطع بذلك، وجعل هذا ممتنعا بلا خلاف أيضا.
الثالث: أن يقطع بفهم المعنى، ويعبر عما فهم، بعبارة يقطع بأنها تدل على ذلك المعنى الذي فهمه، من غير أن تكون الألفاظ مترادفة، وجعل هذا موضع الخلاف.
قال: الأكثرون على أنه متى حصل القطع بفهم المعنى مستندا إلى اللفظ، إما بمجرده، أو به مع القرائن، التحق بالمرادف، نقله الزركشي - رحمه الله سبحانه وتعالى - في البحر.
قال: وكلام أبي نصر القشيري - رحمه الله سبحانه وتعالى - يدل لما ذكره في الحالتين الأوليين، على الاتفاق على الجواز في الأولى، وعلى المنع في الثانية اهـ
وجوزنْ وفقا بلفظ عجمي … ونحوه الإبدال للمترجم
معناه أن ترجمة الحديث بلغات العجم، للإفتاء والتعليم، جائزة، وقد حكى على ذلك الرهوني ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ وغيره الإجماع، كما في النشر.
كيفية رواية الصحابي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
المراد بالكيفية: الالفاظ والعبارات التي يؤدي بها الصحابي روايته، فهي متفاوتة في الرجحان، بحسب بعد احتمال عدم الاتصال ونحوه، فكلما ضعف احتمال الواسطة، كان أرجح، وإلى هذا أشار - رحمه الله سبحانه وتعالى - بقوله:
أرفعها الصريح في السماع … من الرسول المجتبى المطاع
منه سمعت منه ذا، وأخبرا … شافهني حدثنيه صيِّرا
معناه أن أقوى طرق أداء الصحابي، ما كان صريحا في السماع منه - صلى الله تعالى عليه وسلم - كقوله: سمعت رسول الله - صلي الله تعالى عليه وسلم - يقول كذا، أو شافهني، أو أخبرني، أو حدثني، أو خاطبني.
وكذلك ما يدل على معاينة الفعل، نحو: رأيته - صلى الله تعالى عليه وسلم - فعل كذا، أو عاينته، أو شاهدته، أو حضرته، وذلك لعدم احتمال الواسطة التي يمكن دخول