للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانت الأوامر عنه فيها صادرة واردة؛ وهو يعالج سكرات الموت، وقد أشرف على الفوت؛ فأنشدني في ذلك الوقت الذي تذهل فيه العقول، ويزول عنها المعقول:

إله الخَلْق هَبْ لي منك عفواً ... تحطًّ به وتغفر من ذنوبِي

وسعتَ الخلق إجمالاً وفضلاً ... فهل لي في نوالك من ذَنوب

الذنوب، في اللغة: الحظ والنصيب، ومنه قول علقمة بن عبدة:

وفي كلٍّ حيٍّ قد خبطتَ بنعمة ... فحَّق لشَأْسٍ من نَداك ذَنُوبُ

أي نصيب، ومنه قول الراجز أيضاً:

لنَا ذَنوبٌ ولكم ذَنُوب ... فإن أبيتُم فلنا القليبُ

والذنوب، أيضاً: الدلو العظيمة إذا ملئت أو قاربت الملء، وهو السجل أيضاً فالموت نهاية كل عيش، وغاية كل ملك وجيش.

ومن مليح ما أنشدنيه، وقد ولي مكانه من لا يساويه ولا يدانيه:

ولا غَرْوَ بعدي أن يُسوَّد مَعشرٌ ... فيُضحِى لهم يومٌ وليس لهم أمسُ

كذلك نجوم الجوّ تبدوُ زواهراً ... إذا ما توارتْ في مَغارِبهَا الشّمس

<<  <   >  >>