للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأرسل الحجاج كتابه إلى عبد الملك بن مروان.

فكتب عبد الملك في جوابه:

وإني وإياهم كمن نَبَّه القطا … ولو لم ينبه باتت الطير لا تسرى

إخال صروف الدهر للحين منهم … ستحملهم مني على مركب وعر (١) (٢)

ذكر نحوًا منها: خليفة بن خياط (٣) مختصرًا، والبلاذري (٤) والطبري (٥) مطولًا.

نقد النص:

في هذا الرواية خبر فتنة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وهي من الفتن الكبرى التي عصفت بالمسلمين، ومثلها كما سبق فتنة المختار والخوارج، وقد قُتِل فيها أعداد كبيرة من المسلمين، وهي من الأحداث التي لاقت عناية في المصادر، ولم تذكر هذه الرواية الخبر بما يستوفي حقه، فقد أغفلت سبب إرسال الحجاج لهذا الجيش بقيادة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وجعلت هذه الرواية أسباب خروج ابن الأشعث على الحجاج أسبابًا شخصية بحتة، ثم إننا نجد في هذه الرواية إقحامًا لذكر الشعبي، وأنه نَمَّ بين الحجاج وابن الأشعث، وهي لم تأت بطرقٍ (٦) صحيحة يمكن الاعتماد عليها،


(١) ذكر أن هذه الأبيات لوعلة بن الحارث الجرمي، وهو شاعر جاهلي من فرسان العرب، يماني الأصل، أحد فرسان قضاعة، وشعرائها. أبو تمام: الوحشيات ١٦٧، الآمدي: المؤتلف والمختلف ٢٥٩، الزركلي: الأعلام ٨/ ١١٦.
وذكر ابن قتيبة: الشعر والشعراء أنها لشاعر اسمه الأجرد من ثقيف ٢/ ٧٢٤.
(٢) الأخبار الطوال ٣١٦، ٣١٧
(٣) التاريخ ٢٨٠.
(٤) الأنساب ٧/ ٣٠٩.
(٥) التاريخ ٦/ ٣٢٦.
(٦) البلاذري: الأنساب ٧/ ٣٠٩ من طريق الهيثم بن عدي وهو ضعيف، والطبري: التاريخ ٦/ ٣٢٧ من طريق أبي مخنف وهو ضعيف، تكرر منه إقحام الشعبي في رواية كذب المختار على محمد ابن الحنفية.

<<  <   >  >>